بنود الموقع
عضوية الموقع

احصائيات الموقع

عدد الزوار   
2500
عدد الصفحات   
56
عدد الزيارات   
813325


جديد الموقع: الفاضحة !!
جديد الموقع: عجبا رأيت !!
جديد الموقع: سَذاجَةُ فراشَة
جديد الموقع: عبرة لأولي النُّهى

مقالات

الدرس الثاني لآدم.. الاعتذار

.
نشر بتاريخ الأحد, 10 حزيران/يونيو 2018 07:28

الدرس الثاني لآدم.. الاعتذار

لا يصلح أمر الناس الخطائين بغير الاعتذار.. خلق الله آدم عليه السلام ليُسكنه الأرض، فعلمه ما لا بدّ منه فيها، فكان أول ما علمه الأسماء؛ ليعرف كيف يُعبر عن نفسه وغيره، قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31].

وكانت المعلومة الثانية الاعتذار، ليعلم الإنسان كيف يصلح ما أفسد، فيجمع ولا يفرق، ويتواضع فلا يتكبر، وليعلم أنه مركب ناقص لابد أن يخطئ، إلا أن العيب في ملازمة الخطأ والإصرار عليه!!

 

لقد أمر الله سبحانه آدم عليه السلام بعدم الأكل من الشجرة، لكنه ما لبث أن أكل!! {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} [طه: 121]، وكانت المعصية الأولى فيما أخبرنا سبحانه هي معصية إبليس بعدم السجود لآدم، وتبعتها معصية آدم الذي أمر الله إبليس بالسجود له!!. قال تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121].

وفيما يبدو أن آدم عليه السلام تورط في أمر أكبر منه بكثير، واصطدم بفعلته وآثارها التي لم يتوقعها، فهذا أول أمر من الله له عصاه فيه، ولم يسبق له أن تثقف عن المعاصي وكيف تعالج!! فحار في الخروج من ورطته!! وفي هذه الحالة كان لا بد من أن تتدخل عناية المولى لإنقاذ آدم من وحله الذي غاص فيه، فما قصد آدم التمرد على ربه، ولا قصد سبحانه تعذيب رسوله وفتنته، وإنما تعليمه درس الاعتذار من كيدٍ قد يسقط في أحابيله.. فتداركت ألطاف الله رسوله؛ فأخذ بيده إلى طريق النجاة وعلمه: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة: 37]، والكلمات التي علمها الله لآدم ليستخدمها في اعتذاره ذكرها الله لنا في سورة الأعراف: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .

الذين يقعون كثُر، ومن يُحسن القيام من كبوته قليل، ومن يمدّ يد العون للمتعثرين أقل..

ويبقى الاعتذار من أعظم الأخلاق وأهمها، لا يتكبر عليه إلا من أرد الله أن يقصمه، ويذله في الدنيا قبل الآخرة، ولا يتقدم لفعله إلا كل شجاع عظيم، يعلم أن الأخلاق ترفع من أهلها ولا تذلهم..

ولما كان الاعتذار هو الدواء لما فسد بين الناس، وكان الدواء لا يصلح إلا بكمية تتناسب مع المرض، وبوقت معلوم وظروف مواتية، كان على المعتذر الاحتياط لنجاح اعتذاره من حيث صدق النية، ووسائل تقديمه، وعباراته، واختيار وقته وغير ذلك مما يحفّه، ولو لم تكن هذه الأمور معتبرة لما تولى سبحانه بنفسه تعليم آدم كيف يعتذر ويتوب..

أضف تعليق

نص اتفاقية التعليق


كود امني
تحديث



المرئيات

الصوتيات

ألبوم الصور

تداعت عليكم الأمم