بنود الموقع
عضوية الموقع

احصائيات الموقع

عدد الزوار   
2500
عدد الصفحات   
56
عدد الزيارات   
813354


جديد الموقع: الفاضحة !!
جديد الموقع: عجبا رأيت !!
جديد الموقع: سَذاجَةُ فراشَة
جديد الموقع: عبرة لأولي النُّهى

مقالات

فقه الموازنات بين النظرية والتطبيق

.
نشر بتاريخ السبت, 30 كانون1/ديسمبر 2017 05:46

فقه المُوازنات بين النظرية والتطبيق

     كثُر المتحدثون في فقه الموازنات، وأريد أن ألخّصه باختصار في هذه الأسطر لعلنا نُحرر محل النزاع فيه:

فقه الموازنات مبني على أمرين:

1- تحصيل خير الخيرين.

2- دفع شر الشرين

 

     وأما التمييز بين الخير والشر فليس بعلم عزيز، يعرفه كل الناس بالإجمال وليس هو مقصودي هنا.

فإذا كانت الموازنة بين خيرين فتحصيل خيرهما يُعدّ نجاحا في فقه الموازنات.

     وإذا كانت الموازنة بين شرّين فدفع الشر الأكبر بالأخذ بالشر الأصغر كذلك يُعدّ نجاحا في فقه الموازنات.

     ولو أمعنا النظر في هذا الكلام لعرفنا بأن فقه الموازنات في أصله ليس فكرة تحتاج أن نقنع الناس فيها، أو مبدءا ندعو إليه، أو اختراعا وإبداعا نُصدره للعالمين!!

     ففقه الموازنات في أصله عبارة عن مهارة يمارسها الحيوان والإنسان الصغير والطفل والكبير والعالم والجاهل!! وبشكل يومي!

     فكل هؤلاء يتعرضون لمواقف يومية يحتاجون فيها إلى الترجيح حسب الأمرين السابقين.. الأطفال في الدكان يمارسون هذا وهم يوازنون بين ما يملكون وما يشترون وما يشتهون.. والحيوان يمارسه فيما لو تهدده أكثر من خطر في آن واحد وغير ذلك من المواقف، والكبار والصغار والجهّال والعلماء، كل هؤلاء يمارسونه يوميا!

    فقه الموازنات في أصله أشبه بغريزة زرعها سبحانه في مخلوقاته السابقة؛ لأن الحياة لا تقوم بغيرها!! سواء أكانت حياة حيوان أم إنسان!

إذًا أين محل النزاع؟

      محل النزاع هو أن الدخول في فقه الموازنات يحتاج إلى آليات ومعارف، تكون هذه الآليات والمعارف بسيطة في الأمر البسيط، ومُعقدة عميقة في الأمر المُعقد الغائر.. وهنا يتمدّد فقه الموازنات ويتفرع، ويبدأ الفرق بين الإنسان والحيوان والكبير والصغير والجاهل والعالم!!

      وبالتالي عندما نقول بأن فلانا أو مؤسسة أو... أخطأ لا يُرَدّ بأنه أخذ في فقه الموازنات؛ لأن هذا بدهي. فلو أخذ المجتهد كامل الأهبة وعَلم بما يلزم من الآليات لكنا أقرب إلى تحصيل خير الخيرين أو دفع شرّ الشرين!

    المعارف المطلوبة للخوض في المسائل المعقدة من فقه الموازنات تحتاج علوما دائرية، يضعُف فيها من لا يحسن العزف إلا على وتر واحد أو وترين!

     تبدأ المهارة في فقه الموازنات من مرتبة التحليل في السُّلم المعرفي، وهي الدرجة الرابعة، وأقول (تبدأ) لأنه بعدها درجتان لا بد منهما في المسائل المعقدة كذلك.

     وإذا علمتَ بأن الكثيرين ممّن يُعظِّمهم الناس هم في الدرجة الأولى والثانية من السُّلم المعرفي وهي الحفظ والفهم لعلمت بأن ما علا من المراتب هي درجات يمكن أن تزلّ فيها أقدامُ الكبار ما لم يُعِدّوا لها عُدّة من العلم والعقل، ويجهلها تماما الصغار ولذلك قد يستسهلون الخوض فيها!!

أضف تعليق

نص اتفاقية التعليق


كود امني
تحديث



المرئيات

الصوتيات

ألبوم الصور

تداعت عليكم الأمم