زبدة المعاني من تفسير الشوكاني
رجوت من خلال هذا المختصر تقليل الأعباء على القارئ ، وتسهيل الانتفاع من هذا الكتاب لأكبر قدر ممكن من القرّاء ، إذ إنني أدرّس هذا التفسير منذ عام 1994م ، وأعرف ما يعاني منه القارئ ، مما يحتاج إلى معالجة ، ولذلك كان لابد في نظري من هذا المختصر .
وقد بذلت قصارى جهدي في تحقيق هدف ، أسأل المولى أن أكون قد وصلت إليه ، وهو أن يبقى الكتاب محتفظا بالقدر الأكبر من مكانته العلمية ، وبأركانه التي أقامه عليها الشوكاني ، بل وأن يخرج للقراء بثوب جديد ، وقد نفض عنه بعض ما كان قد علق به وأخذ عليه .
ومن أهم ما يتميز به هذا المختصر عن غيره ممن اختصر تفسير الشوكاني هو أنني تبنّيت فيه رأي الشوكاني ، وحرصت على إظهاره بغض النظر عن رأيي فيما قال ؛ لأن الكتاب كتاب الشوكاني ، والقارئ يريد أن يعرف من هذا الكتاب ما قاله هذا الإمام في التفسير . وأما ما ارتأيت ضرورة إضافته للكتاب من كلامي ، فجعلته بين قوسين هكذا : ( ) . [ ] إضافة إلى ما تم تبيينه في حواشي الكتاب.
ويتلخص عملي في هذا الكتاب بالآتي :
- حاولت إيراد تفسير كل الآيات القرآنية ، وهذا ما كنت آخذه على أكثر المختصرين للتفاسير من أنهم يتركون كثيرا من الآيات بغير شرح .
- تخريج الروايات بقدر المستطاع ، وبما يتناسب مع هذا المختصر . وحاولت ذكر حكم لعلماء الحديث لكل رواية أذكرها .
- اعتمدت قراءة حفص في هذا المختصر ، لأنها أكثر شهرة ، بينما اعتمد الشوكاني رواية نافع .
- بينت معاني الكلمات التي شعرت بأنها تحتاج إلى بيان ، وأكثرها كان في الروايات ، وقد أخذت معانيها من لسان العرب ، والقاموس المحيط ، ومن نفس كتب الحديث التي ذكرت الرواية أحيانا .
- كثيرا ما يذكر الشوكاني مقطعا من آية يفسرها ، ويكتفي بعد ذكرها بقوله : وقد سبق شرح هذا ، أو تفسير هذا . ويندر أن يُحدّد الموضع الذي سبق التكلم فيه . فتبقى الآية ناقصة التفسير ، فقمت بذكر هذا الموضع ، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية مباشرة بعد قوله : وقد سبق ذكر هذا .
- صحّحت كثيرا من الأخطاء الطباعية وغيرها ، عندما كنت أقارن بعض نقول الشوكاني مع نفس الكتب التي نقل منها .