الرّبّانيّة لا تكونُ بغير العمل والسلوك
.
قال الزمخشري في قوله تعالى: )مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(: )بما كنتم( بسبب كونكم عالمين، وبسبب كونكم دارسين للعلم، اوجب ان تكون الربانية التي هي قوة التمسك بطاعة الله مسببة عن العلم والدراسة. وكفى به دليلا على خيبة سعي من جهد نفسه، وكدّ روحه في جمع العلم ثم لم يجعله ذريعة إلى العمل، فكان مثله مثل من غرس شجرة حسناء تونقه بمنظرها، ولا تنفعه بثمرها.